في فترة وجودي في استراليا لم تكن غربة الوطن هي الهاجس الوحيد
ولكن كانت ظلمات فوق ظلمات اعتدت عليها فأصبحت أرى النور من خلالها
ظلمات تتمثل في غربة الوطن والأهل والأصحاب
وغربة اللغة وغربة الثقافة التي نشأت عليها
وفي الأخير وهو ما كان يؤرقني هو غربة الدين
كانت بدايتي في غربتي على محك شهر كنت اتوجس من ان يكون عسيراً في مروره
شهر رمضان
لم يكن في بالي وللأسف أن أدفع تلك الرهبة من نفسي
فصيام شهر رمضان ليس مقروناُ بمكان او زمان
فحكمة من خلق رمضان تتجلى في الالتزام بفرضه والقيام عليه
ولا عسر في الدين ومن خلقه
وفعلاً لم أواجه في صيامي أي مشكله على عكس ما كانت تهابه والدتي في كل اتصال ويتردد سؤالها دوماً : شلون الصيام وتقدر ولا لأ!
كنت أشعر من سؤالها اني في أدغال كينيا !
وفي كل مرة أرد : لا تخافين يمه ترا الصيام اهني أسهل من الكويت
الجو احلى وبارد واليوع والعطش ناسينه الحمدلله
كانت الغربة التي استصعبتها في البداية هي سبب أعانني على التمسك بمعتقداتي أكثر
فكنت كما الهاوي يريد السقوط ولا يرى سوى من طرف قميصه المتدلي سبيلاً للبقاء على قيد الحياة فيشد عليه أكثر فأكثر
ازددت في فترتي الأولى بحثاً وفرحاً لكوني قد فهمت معنى بأنني مسلم
بأنني أعرف أن لحياتي تطبيقاً أعيش معه في نومي وفي يقظتي
وفي عبادتي لذة ليست مقرونة في حركات
بل هي روحانية وإيمانيات تأخذني من عالم السكون والتضرع إلى
لهفة المكان الآخر والعالم القادم
فعلاً لقد كانت وحشة الغربة
بمثابة وطــن وجدته في داخلي فعشته
واستوطنته
وليس كل ذلك بفضل مني
لكنه بفضل ربي
ومن ثم
دعاء والداي وأحبابــي
وفي كل مرة أرد : لا تخافين يمه ترا الصيام اهني أسهل من الكويت
الجو احلى وبارد واليوع والعطش ناسينه الحمدلله
كانت الغربة التي استصعبتها في البداية هي سبب أعانني على التمسك بمعتقداتي أكثر
فكنت كما الهاوي يريد السقوط ولا يرى سوى من طرف قميصه المتدلي سبيلاً للبقاء على قيد الحياة فيشد عليه أكثر فأكثر
ازددت في فترتي الأولى بحثاً وفرحاً لكوني قد فهمت معنى بأنني مسلم
بأنني أعرف أن لحياتي تطبيقاً أعيش معه في نومي وفي يقظتي
وفي عبادتي لذة ليست مقرونة في حركات
بل هي روحانية وإيمانيات تأخذني من عالم السكون والتضرع إلى
لهفة المكان الآخر والعالم القادم
فعلاً لقد كانت وحشة الغربة
بمثابة وطــن وجدته في داخلي فعشته
واستوطنته
وليس كل ذلك بفضل مني
لكنه بفضل ربي
ومن ثم
دعاء والداي وأحبابــي
3 comments:
عزيزي كاتب ..
هذا أول الغيث ...
حقا شيئا فشيئا ..
سينجلي ظلام الغربة ..
وسترى قدرتك على التكيف بوضوح
وانت قادر على أن تمزق صمت الغربة بما تملكه من موهبة في فهم الحياة وفلسفتها..وبإيمانك القوي ..
ستعتاد الحياة...
بل ستستطيع أن تلون أيامك كما تريد ...
الصبر يا عزيزي الصبر ..
وتأكد أن دعاءنا .. لك لن يتوقف
حتى تعود لنا سالما غانما ..
وها نحن نتفقدك من خلال تلك الرسائل والكلمات ...والحمدلله.....
ننتظر عودتك بفارغ الصبر ..
اختك بسكوته ...
كان الله في عونك واعادك سالما غانما الي اهلك بيدك الشهاده رافعا راس وطنك :)
الغربه امر مؤلم جدا .. لم اجربها .. لكن مجرد تخيل الامر يشعرني بالوحشه ..
لكني وعلى الرغم من مايرافقها من الم .. الا اني اغبطكم .. لانكم تتعلمون الكثير و تخضون في تجارب الحياه ..التي تزيدكم حكمه وقوه ..:)
و الله يخليلك الوالده ويطول بعمرها :)
هناك الكثير ممن اغرته الغربه .. فضاع ونسي هويته ..
فانت وجدت الله في غربتك ..
" من فقد الله فماذا وجد؟ ومن وجد الله فماذا فقد ؟"
كان الله في عونك اخي الكريم ..
اعلم اننا هنا اخوانك واخوتك .. نعينك في غربتك :)
وفقك الرحمن ..
^_^
كاتب فرح ... رائع فعلا رائع ذلك الشخص الذي يتعلم من غربته و يحاول إكتشاف ذاته .. وهذي فرصه ..
تدرى يا كاتب من الخاسر من يمر بهذا اللحظات .. لحظات الغربة وهو مرغم على الغربة .. لكنه لايتعلم بل ينجرف وراءها و ينسي هويته و ينسي أنه تركه أرضه و أهله ليتعلم ليرفع رأسه و رأس أهله و أحبابه ..
كاتب .... ابتسم .. أصبر ... تفائل .. كلها أيام وتذكر أيااااااام و ستعود وستكون أيامك في الغربه مجرد ذكرى ترويها لنا ..
كااااتب فرح ...
لازالت كتاباتك لها طابع خاص ..
ربي يحفظك ..
أنا شاكره لك أكيد <<<<
مريم
Post a Comment