من بين كومة الثلج المتراكمة على التل سطعت أشعة الشمس فتقاطرت دموع الثلج تعلن الرحيل وتزيح الستار عن النور ليتوسد المكان
تحت شجرة العنب العملاقة وأمام ذلك التل اليانع استراح بعد تعب خمسٍ وعشرين سنة من البحث عنها
ألقى بنفسه تحت العنب وطأطأ رأسه نحو الأرض وانكمش محاكياً شكل ورقة العنب غير أنه يريد الدفء
"لم تكن مجرد زوجة بل هي النصف الآخر منه "
لقد فقد نصفه منذ خمسٍ وعشرين سنـة !
كان يسمع صوت الذوبان ويرى الصقيع ينجلي ببطءٍ شديدٍ جداً !
جسده كان كرةً من ثلج ودمه يكاد يتجمد
لا يقوى الصبر الآن
نعم هو يريد الدفء
____
مرت تلك العربة من أمامه تحمل رجالاً حمراً شعثاً غبراً وعلى وجوههم ندوب الجليد المهشم
نطقت جوارحهم حين رأوه وكأنما أشفقوا عليه
"يكره الشفقة "
"تباً لهم من دببةٍ قطبية" كذلك وصفهم !
هناك تقف تريد العودة للمنزل فمن ذا الذي سيبتاع منها وردةً وسط الجليد !
"تباً لهم من دببةٍ قطبية" كذلك وصفهم !
هناك تقف تريد العودة للمنزل فمن ذا الذي سيبتاع منها وردةً وسط الجليد !
نزل أحدهم وضحك في وجهها بصعوبة رغم البرد القارس فتنحت تريد الابتسام بذعر !
"إنه يوم ميلاد أمي أريد وردة "
أخذت فرنكاً واحداً فهو جل ما يملك واستسلمت فلا أمل في آخر !
ركب العربة وانطلق حاملاً الوردة
"وجوه متعبـة بلا لون تحدق في احمرار الورده"
______
تحت شجرة العنب رمى كل التعب
وانكمش أكثر وألقت عليه الشجرة عوداً من قصب
ليرسم ما بدا له
فرسم خريطة على الثلج وأفقده النوم الرسم أكثر
"مازال يريد البحث عنها"
مرت بجانبه لم تعرف ملامحه بعد كل السنين
أشفقت عليه ولم تغادر المكان حتى وضعت ذلك الفرنك
دون صوت فالثلج كان يكتم حركة الكون والبرد أخفى كل صوت
فخفتت:
لابد أن البرد أتعبه
" كان الدفء يعني له الحياة وهو فقط ما كان يريده"