Monday 27 December 2010

قبل الذوبان - Very Short Story





من بين كومة الثلج المتراكمة على التل سطعت أشعة الشمس فتقاطرت دموع الثلج تعلن الرحيل وتزيح الستار عن النور ليتوسد المكان
تحت شجرة العنب العملاقة وأمام ذلك التل اليانع استراح بعد تعب خمسٍ وعشرين سنة من البحث عنها

ألقى بنفسه تحت العنب وطأطأ رأسه نحو الأرض وانكمش محاكياً شكل ورقة العنب غير أنه يريد الدفء

"لم تكن مجرد زوجة بل هي النصف الآخر منه "
لقد فقد نصفه منذ خمسٍ وعشرين سنـة !

كان يسمع صوت الذوبان ويرى الصقيع ينجلي ببطءٍ شديدٍ جداً !
جسده كان كرةً من ثلج ودمه يكاد يتجمد

لا يقوى الصبر الآن
نعم هو يريد الدفء

____

مرت تلك العربة من أمامه تحمل رجالاً حمراً شعثاً غبراً وعلى وجوههم ندوب الجليد المهشم
نطقت جوارحهم حين رأوه وكأنما أشفقوا عليه

"يكره الشفقة "
"تباً لهم من دببةٍ قطبية" كذلك وصفهم !


هناك تقف تريد العودة للمنزل فمن ذا الذي سيبتاع منها وردةً وسط الجليد !

نزل أحدهم وضحك في وجهها بصعوبة رغم البرد القارس فتنحت تريد الابتسام بذعر !

"إنه يوم ميلاد أمي أريد وردة "
أخذت فرنكاً واحداً فهو جل ما يملك واستسلمت فلا أمل في آخر !

ركب العربة وانطلق حاملاً الوردة

"وجوه متعبـة بلا لون تحدق في احمرار الورده"

______

تحت شجرة العنب رمى كل التعب
وانكمش أكثر وألقت عليه الشجرة عوداً من قصب
ليرسم ما بدا له
فرسم خريطة على الثلج وأفقده النوم الرسم أكثر

"مازال يريد البحث عنها"

مرت بجانبه لم تعرف ملامحه بعد كل السنين
أشفقت عليه ولم تغادر المكان حتى وضعت ذلك الفرنك
دون صوت فالثلج كان يكتم حركة الكون والبرد أخفى كل صوت

فخفتت:
لابد أن البرد أتعبه


" كان الدفء يعني له الحياة وهو فقط ما كان يريده"

14 comments:

Anonymous said...

من خلال قراءتي لهذه التحفة الأدبية وجدت العديد من المشاعر المختبئة بين السطور منها الأمل في واقع أفضل وحياة طيبة يتخللها دفء الأحاسيس التي تبعث الطمأنينة في النفس مهما كانت الأجواء باردة حولنا....نعم انه الدفء العاطفي الذي يرينا معنى الاستقرار وهو مانبحث عنه دائما وأبدا فمتى ما وجد...وجدت السعادة والسرور طريقها إلى قلوبنا....

سلمت يداك على ما كتبت وسلمت مخيلتك على هذا النص الغامض.....

دمت بود

Anonymous said...

كاتب فرح ... كااااااتب فرح

لا أريد تحليل تلك المشاهد و اللقطات التى تسير وفق سيناريو رااااائع

لكن هي كلمة ...

أبدااااااع إبدااااع إبدااااع

والله من غير مجاملة صراحه هذه المره غير ... عجبني ايقاع السيناريو بطريقة عجيييبه..

كاااتب لكتاباتك وقع خااص
امنية و اتمنى تحققها لي أن أري كتابك بكل ما فيه من ابداع و روعه

انا شاكره لك أكيد >>> كااتب

اختك / مريم

STeVe said...

امنيات :

أشكرج أولاً على متابعتـج الدايمـة كذلك
وانا دونما تقولون بكثـير
فهي مجرد قطعـة ونص متواضع رغبت به تصوير عدة مشاعر
وأتمنى اكون اجدت ولو القليل فيها : )

أشكركم

STeVe said...

مريــم :

: ) لا تعليق على تعليقكم
وصفتوا ومدحتوا وايد ويكفيني كلمة شكر منكم فقط

ومسألة الكتاب تو الناس عليها ولو انها مو في البال

أشكرج مريـم وايد

وَضَحْ said...

قصة جميلة بجمال تعبيراتها وتسلسلها ،
لأول وهلة تبدو قصة واضحة المعالم ~
لكن بالقراءة المتأنية يظهر أنها تعبر عن رموز مخفية ذات دلالات خلف السطور :
كـ " الزوجة " ، " الرجال المشبهين بالدببة القطبية " ، " الدفء " ~
هل تحليلي صحيح ؟ :)
شكراً لكـَ أخي ،
أجد القصة مميزة ~

STeVe said...

غمازة :

الدببة القطبية
ناس من حولنا تتحرك كما يتحرك الدب القطبي
" يتلفت يمين يسار طول المدة " وببطء
فهم ناس لا يفقهون ولا يحسون بما حولهم !

____ فراق الحب بعد سنين طويلة أرهق الانسان
وجلد مشاعره وبردت كل تحركاته

واصبح حين دنا منها يحس بالذوبان قليلاً

فكانت هي الدفء الذي يرجوه

لكنما أحياناً نتجاهل أناس ومنهم نتحصل سعادتنا دون قصد كالفرنك الذي أتى بعد كلمة شقاء واتهام

وأيضاً حين يمر الحب منا فهي فرصة ما إن كنا نائمين عنها فستمضي دون توقف !

تلك الحياة هي الحب والفرصة الوحيدة في " كينونتنا"

شكراً غمازة وأتشرف بـ وجودكم دايماً

عبث said...

:
أحببتُ إختيارك لشجرة العنب بالذات ...
فهي وحدها تدل على أنه مازال هناك أمل ..
فتشابك أغصانها .. و إلتفاف وريقاتها ..
تمنحنا القوه بعض الشيء ...
تمنحنا ..... الدفء ..!
:
لست أدري إن تعمدتَ ذلك أم لا ...
لكن عدم إختيارك لموسيقى مصاحبه ..
أتى مناسبا ً جدا ً ...
فصمت هذه الصفحه ..
مع برودة حروفها ..
جعلنا ندرك كيف كُتمت حركة الكون ...
و مرت "الفرصه" دونما أن يدركها أحد ...!
:
سيدي ..
رغم برودة النص ...
و تجمّد الكلمات ...
إلا أنها أذابت في قلبي ...
من الهمّ مساحات ..!

فشكرا ً لك ..
و عذرا ً إن أطلت بهذياني ..
:
عبث »..

(لا أملك مدونة ... ربما قريباً ...
لي مشاركات قليله في منتدى "ستاربكسQ8" ...)

STeVe said...

عبث :

أولا فرحت كثيراً لتذوقكم العميق للنص واعجابكم
وفرحت أكثر لأني كسبت قارئ مميز : )

للعنب دلالة خاصـ ة

بينما احترت فعلاًُ في وضع خلفية موسيقية
ومثل ما قلتي كان النص يملؤه البرد والحزن المثقل
وقلت لنفسي قد تكون الصور لوحده كافية كدليل

شكراً وايد وللأسف " زيارتي للمنتديات " مافيها واهس كلش وماصرت أحبها : )

Seldompen said...

مساء الخير

:)

يستهويني ذلك النوع من تصوير كتلة المشاعر والافكار والالم
في كتابة تغدو كلوحة ..

كل قارئ ينظر لها من زاوية ، وتترك العنان لنا لندرك معناها والمغزى
من خط شيئ دون آخر..

تجلى روعة فكرك .. في ما سرده لنا حرفك ..

لوحتك رائعة :)

سعيدة لتواجدي هنا.

تحياتي

flicka said...

احمرار الوردة وسط اندثار الالوان تحت طبقة الجليد
كان كافياً لانبعاث لون الحب ،، الأمل وكذلك الدفء

ولكن .. ألم يمكن مجرد البحث باعثاً لدفء !!
.

big bro..
ماباقولك مثل ماعودتنا
لأنك بكل مرة تفاجـءـنا بكلمة تحرك الساكن

ناطرينك
وناطرين شوفة الـ"فرح" بين كلماتك

ربي يوفقك ويسعدك
:)

STeVe said...

Pen :




سعيد أكثر لتواجدكم ومنورين أكيد
وسعيد لأني من خلال كتابتي قدرت أحقق "فرح" ولو بسيط !

شكراً وراح تكون لنا زيارة بالمثل

STeVe said...

FLaKe:



في كل مرة أحاول أجد من خلال السطور أفكار
ولكن
مادري يمكن في كل مرة بعد ألقى الأفكار تترابط لتنسج الفكرة اللي ما تنشال من البال وهي الـ "فرح" !

صحيح كلمتكم ونظرتكم عجبتني في الجملة :
ان البحث كافي لأن يبعث الدفء !

نظرة جميلة لكن البحث "يرهق" و "يتعب" !! صح !

شكراً يا غاليتنا

الوســــــــــــــــم said...

احببت الترميز في رائعتك
انت تجيد الرسم بالكلمات فتصرح متى اردت و ترمز متى ما ارتأيت الرمز واجب

اعجبني بوحك
خالص الود

STeVe said...

الوسم :

حضوركم يشرفني

وتواجدكم أسعدني

وكلماتكم التشجيعية تلمهني أكثر

وان شالله لي زيارة ومتابعـة لكم _ ويشرفني التعرف على عالمكم

شكراً