Monday 31 January 2011

"شوشرة" و "دندره"







الموقف الأول


كانت عبير في عجلة من أمرها .تريد الوصول لمحل بيع الأحذية في آخر الشارع . اليوم هو اليوم المنشود لذلك المحل لأنه في صدد
أن يجرد كل بضاعته في هذا اليوم وسيبيع كل السلع بأقل من نصف السعر

وهي تعلم جيداً أن بضاعته من الطراز الممتاز جداً

وصلت لكنها للأسف متأخرة كثيراً فلم يبق سوى نوع واحد من الأحذية وهو أبداً لم يعجبها ولم يرق لها شراؤه فتنحت عائدة تجر خيبة الأمل

_________________________________

الموقف الثاني


في مثل هذا اليوم من كل سنة يخرج الجميع لـ "الكشتة" في الصحراء بعيداً عن المدينة بما يقارب الألف كيلومتر
يحملون معهم ما لذ وطاب من الأطعمة لتسد حاجتهم خلال الأسبوع الذي سيقضونه هناك

وصلوا بعد عناء الرحلة وأصابهم الجوع فقرروا الأكل قبل كل شيء

كانت علبة ال"فاصوليا" غير محببة أبداً لبدر الأب
فقرر عدم مشاركتهم في أكلها والإكتفاء بالجبن فقط
فكلاهما سيسد جوعه

_________________________________

الموقف الثالث


وأخيراً نجحت "شهد" في المدرسة الثانوية وانتهت السنوات الدراسية وبدأت مرحلة الجامعة تطل على الأبواب وتفتح ذراعيها لـ"شهد" كي تقبل

وهنا كان ولا بد من والدها الذي اعتاد على تدليلها أن يبتاع لها هدية تليق بنجاحها المنشود

فكانت كما توقعتها "شهد" مفاجأة في علبة

فتحتها لتجد جهاز الـ "الحاسب المحمول" كما توقعته

لكنه

من الطراز القديم

فأصابها إحباط لم تستطع البوح به لكنه أرهقها في التفكير سلباً وكرهاً لتلك الهدية التي لم تضفي على سرائرها البهجة أو حتى قليلاً منها

________________________________





في الموقف الأول

ماذا لو كانت عبير في عجلة من أمرها وتعثرت فانكسر "كعبها" وأصبحت في حالة حرجة جداً فستجد ضالتها في ذلك المحل وستشتري
أي حذاء ولو كان بالياً وسيكون غالياً مقدراه بالنسبة لها

في الموقف الثاني

ماذا لو تاه الجميع في الصحراء وفتحوا متاعهم فوجدوا أن الطعام الوحيد المتبقي هو ال"فاصوليا" وامامهم من الوقت الكثير لكي يمضونه
بحثاً عن المساعدة
فإذاً سيكون الوالد بدر مرغماً على أكل الفاصوليا وبشراهة

في الموقف الثالث

فتحت الهدية فوجدت الحاسب المحمول وفي ذلك الوقت لم يكن سوى نوع واحد فقط هو المبتاع لها من قبل والدها
فكيف ستكون مقدار فرحتها يا ترى ؟


_______________________________

تختلف قناعتنا وتختلف آراؤنا وأفكارنا حسب ظروف الزمان والمكان أحياناً

ونجد أنفسنا اليوم نكره القتل ولا نستطيع أن نقتل
لكننا في لحظة من اللحظات حين نجد أنفسنا في مواجهة شراسة لص يريد اغتصاب حرمتنا فسنضطر للقتل وبعنف !

تلك ردود الأفعال تكتبها المواقف وقصتها المرفقه معها

وتبقى سراً بأصحابها





free player from mysplayer.com

Sunday 23 January 2011

الله يلعن الكـــاس





كنت لأول مرة أزور المكان

المكان عامر بالناس

وأصوات الأغاني والـ بارات حوالينا أينما كنا

الناس في غدو ورواح

تكاد لا تمشي خطوتين حتى تصطدم بــ البشــر

مجاميع وأفراد والكل مشغول في الإستمتاع على طريقته !

تصوير .. رقص.. أغاني .. نكت .. سوالف .. حديث يطول .. قبلات .. عناق .. وغيرها !!

جلست على العشب .. فعادة أرى نفسي حين لا أنسجم مع الحداثة المصطنعة .. أنزوي ونفسي مع هدوء الطبيعة

الرأس معلق مع السماء

والعينان تسرقان النظر نحو الأفق في علو

كما لو كنت قد تناسيت مكاني على الأرض

فها أنا وحدي بين ألوف !!

لم أكن في تلك اللحظة أسمع صوت أحد سوى تحرك السحاب في السماء

فتارةً أسمع السحاب يصدر صفيراً مع الريح

وأخرى أرى فيها الريح يشد الغيم بـ تنهيدات من الهواء العليل

كل ذلك قد قطعـته مجموعة من الفتيات ..

كن في حالة نشوة وغياب وعي

لم أدري ما سبب اقترابهم !

فجأة

سقطت أمامي تتقاطر ضحاتها كالـ مجنونة !! بل عفواً

كالـ معدمة من العقل

فالمجنون قد يملك عقلاً سلب منه

بدأت تصدح هي والأخرى بغمزات

وحاولت الإبتعاد

حتى رأتني أقف أمامها فكانت المصـيبة حين فعلت ما فعلت بنفسها أمامــي وأمام الحشـد .. ومازالت في ضحاتها الهستيرية ..

هنا توقف الفكر عن السؤال وقد قال لي الزميل بجانبي : هل عرفوا الآن لم حرم الله الخمر !!!!!

كأس واحد .. أو أيما كان العدد

فهل سيستبدل الإنسان أجل نعمة بـ إذهابها وتعطيلها عن العمل !! ولم السبب ؟

هل لكي ينسى مشاكله وضغوطه !!

هو يظن بأنه قد حظي بفرصـة النسيان والراحة ..

لكنه ما إن يرجع حتى يرى ذل نفسه أمام بصيرته !

هنا .. الكل يشرب ... وللأسف في بلادي من يشرب ..

وياليتهم عرفوا اللذة حين ينظر الإنسان لعظمة صنيع الخالق ويتفكر ولو لثواني ..

فأظنها تكفيه حتى يطرب مع نفسه إجلالاً لــ إبداع لم يرى مثله






free player from mysplayer.com

Wednesday 12 January 2011

< ألم الأمل >





يداها ناعمتان ..بيضاء كالثلج.. وجهها يتلألأ حتى في الليالي الظلماء
ينساب شعرها فتغطيه بحجاب خفيف ..ينسدل فيسقط على كتفيها
رداؤها الأزرق يجعل منها فراشة وسط العشب الأخضر
تمضي بسرعة نحو مكان لا يعلمه سواها !

- ما أجملها من أنثى.. هكذا يقول الجميع-

لا تكف اعين المارة عن ملاحقتها
معجبوها بازدياد ومحبيها لا يعرفون الكل والمل من متابعتها
صوتها عذب يشتاق البلبل لسماعه في الصباح
وملمسها الحريري يجعل من كل شيء تلامسه عطراً يميل مع حركة اناملها

جسدها يتمايل كالغزال حين يعدو ويقفز على التلال
عيناها كحبة عنب بنفسجية تومض كما يشع البدر ليلاً

مضت ومضت كثيراً وبعيداً
..مضت هناك
..حيث لا أحد ولا يراها أحد !

واستقرت خلف الأشجار وحدها
_______

تعطلت مركبته عند تقاطع يبعد عن العاصمة بعشرات الأميال
هناك حيث لا أحد
لا صوت يسمع ولا طائر يطير بجناحيه
استغرق ساعات طوال يريد الإتصال
لكن لا مجال لذلك فالتغطية معدومة !

" قريباً سينعدم الأمل"

بدأ يمشي بخطاً منهكة ثملة.. يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال
والجسم أعياه التعب ..وبدأ يبحث عن "طوق نجاة" يرتمي عليه
" ضياع الليل أشد وأقسى"






صوت نغمة أنوثية تنحب
وأوتار أنثى تتقطع وتتفجع.. وكلما خطى الرجل أكثر
اقترب من لحن الحزن أكثر
ازدادت تعاسته
فبينما "جرعة ماء" يبحث عنها ..وجد نفسه أمام "فتاة" من الجمال لها حسن جزيل
لكنها منكوبة !
تمسك بحبل مشدود وتريد لفه على عنقها !!

" اهدأي وانظري من حولكي.. إنها الحياة تتحرك ولو تراءى لكي السكون فحركتها تنبعث من داخلنا
ونحن الطبيعة إن أردنا ونحن الموت إن يئسنا
مهما كان ما يبكيكي ومهما كان الخطب
اتركي الحبل يكون "النجاة" تعقدين به العزم على الثبات والإصرار على مواجهة النكبات وطرد الإنتحار !

.....ابتسمت
تلألأ القمر أكثر وحل النور في المكان

" سقط مغشياً عليه من التعب"

جرت تلك الجميلة تبحث عن "عون"
وجرت أكثر وبعدت مسافتها عنه واختفت
وكأنها ضلت الطريق تريد النور والأمل

رأت أملاً يقترب
فقالت بتلهف " خذني إليه وامضي حيث لا أدري لعلنا نجده هناك"

وزادت الساعات وانحبس الليل وبزغ الفجــر ولكن بلا أمل !

وهناك عند الجسد
رأوه الناس مرمياً وعلى يمينه الحبل !

وكتبوا على قبره
" إنتحر فقد كانت حياته حتماً بائسة"

Sunday 9 January 2011

Short Film





الكاميرا الأولى :



عرس جميل
"طقطقة"
وكثير من المعازيم وتكلفة الحفل قاربت النصف مليون
الكل في طرب
والاهل في سعادة غامرة و"العروس" ما أجملها






الكاميرا الثانـية :



الأولى : شفتي شكثر صارفين !!!
الثانية : فلوسهم وكيفهم خل يستانسون
الأولى : اي بس مو هالكثر وشوفي العروس شكلها "مصخنه" !
الثانية : تركي عنج الحسد وقولي لا إله إلا الله







الكاميرا الثالثـة :


دخل "المعرس" إلى الصالة وتغطوا الحريم
واحتشد الرجال حوله وبدأت "الزفة"
والابتسامات من كل مكان تتوافد على "العروسين"





الكاميرا الرابعة :


أم المعرس : أهم شي أم علي موجودة وحصة وإقبال وعمتج "العوبة"
البنت : يما مالنا شغل فيهم !
أم المعرس : عبالج أعراسهم أحسن من عرس ولدي ! يهبون!





الكاميرا الأخيرة :


دمعة من خد "العروس"
"المعرس" انتابته الهواجس وقد طار بفكره لمكان آخر غير الحفل

هناك اجتمع الكل
وأُجــبر "العروسان" على
"زواج مصلحـة"

Tuesday 4 January 2011

NoT JusT A PicTure










لم ولن أسأل عن مكان الصـورة
ولا جنســية الأطفال فيها !
ولم ولن أســأل لمَ كانوا الضحــية !!
ولم ولن أسـأل ما ذنب والديهم إن كانوا قتلوا !!
ولم ولن أسأل سوى :
أي قلب تملك أنت يا من رأيت تلك الصورة فلم تتحرك مشاعرك مثقال ذرة !


تلك الـ طفلة أصبحت معيـلة
تعيل أخاها الصغـير
تلك الطفـلة أصبحت تحمل هماً كبيراً يثقلها بكثـير

تلك الطفـلة قتلوها وإن كانت حيـة !
وجرحوا كرامتها البريئة !
وشتتوا كل أشلائـها !

ممم سأعيد سرد حكايتها بلسانها :

كنت أكتب سطراً لمدرستي
وسرحت بمخيلتي
فقال لي أبي "نامي" صغيرتي فالوقت تأخر

راجعت درسي
وقبل أن أرقد
كتبت أحبكم "أبي وأمي" على حافة الدفتر

في طريقي أنا وأخي
أقلنا والداي على المعبر

عبرنا الشارع
مسكني أخي من يدي
قال "لا تفلتيها" أشعر أن المصيبة أكبر !

لوحت بيدي
ودعاً أبي وداعاً امي
ودوا صوت ورأيت شيئاً يتفجر !

بعدها
كتبت حلمي على الجثث
وقد قال أخي
ومن لنا !
وكان قلبي "تكسـر"


________