
كانت عبير في عجلة من أمرها .تريد الوصول لمحل بيع الأحذية في آخر الشارع . اليوم هو اليوم المنشود لذلك المحل لأنه في صدد
أن يجرد كل بضاعته في هذا اليوم وسيبيع كل السلع بأقل من نصف السعر
وهي تعلم جيداً أن بضاعته من الطراز الممتاز جداً
وصلت لكنها للأسف متأخرة كثيراً فلم يبق سوى نوع واحد من الأحذية وهو أبداً لم يعجبها ولم يرق لها شراؤه فتنحت عائدة تجر خيبة الأمل
_________________________________
الموقف الثاني
في مثل هذا اليوم من كل سنة يخرج الجميع لـ "الكشتة" في الصحراء بعيداً عن المدينة بما يقارب الألف كيلومتر
يحملون معهم ما لذ وطاب من الأطعمة لتسد حاجتهم خلال الأسبوع الذي سيقضونه هناك
وصلوا بعد عناء الرحلة وأصابهم الجوع فقرروا الأكل قبل كل شيء
كانت علبة ال"فاصوليا" غير محببة أبداً لبدر الأب
فقرر عدم مشاركتهم في أكلها والإكتفاء بالجبن فقط
فكلاهما سيسد جوعه
_________________________________
الموقف الثالث
وأخيراً نجحت "شهد" في المدرسة الثانوية وانتهت السنوات الدراسية وبدأت مرحلة الجامعة تطل على الأبواب وتفتح ذراعيها لـ"شهد" كي تقبل
وهنا كان ولا بد من والدها الذي اعتاد على تدليلها أن يبتاع لها هدية تليق بنجاحها المنشود
فكانت كما توقعتها "شهد" مفاجأة في علبة
فتحتها لتجد جهاز الـ "الحاسب المحمول" كما توقعته
لكنه
من الطراز القديم
فأصابها إحباط لم تستطع البوح به لكنه أرهقها في التفكير سلباً وكرهاً لتلك الهدية التي لم تضفي على سرائرها البهجة أو حتى قليلاً منها
________________________________

في الموقف الأول
ماذا لو كانت عبير في عجلة من أمرها وتعثرت فانكسر "كعبها" وأصبحت في حالة حرجة جداً فستجد ضالتها في ذلك المحل وستشتري
أي حذاء ولو كان بالياً وسيكون غالياً مقدراه بالنسبة لها
في الموقف الثاني
ماذا لو تاه الجميع في الصحراء وفتحوا متاعهم فوجدوا أن الطعام الوحيد المتبقي هو ال"فاصوليا" وامامهم من الوقت الكثير لكي يمضونه
بحثاً عن المساعدة
فإذاً سيكون الوالد بدر مرغماً على أكل الفاصوليا وبشراهة
في الموقف الثالث
فتحت الهدية فوجدت الحاسب المحمول وفي ذلك الوقت لم يكن سوى نوع واحد فقط هو المبتاع لها من قبل والدها
فكيف ستكون مقدار فرحتها يا ترى ؟
_______________________________
تختلف قناعتنا وتختلف آراؤنا وأفكارنا حسب ظروف الزمان والمكان أحياناً
ونجد أنفسنا اليوم نكره القتل ولا نستطيع أن نقتل
لكننا في لحظة من اللحظات حين نجد أنفسنا في مواجهة شراسة لص يريد اغتصاب حرمتنا فسنضطر للقتل وبعنف !
تلك ردود الأفعال تكتبها المواقف وقصتها المرفقه معها
وتبقى سراً بأصحابها