Wednesday 12 January 2011

< ألم الأمل >





يداها ناعمتان ..بيضاء كالثلج.. وجهها يتلألأ حتى في الليالي الظلماء
ينساب شعرها فتغطيه بحجاب خفيف ..ينسدل فيسقط على كتفيها
رداؤها الأزرق يجعل منها فراشة وسط العشب الأخضر
تمضي بسرعة نحو مكان لا يعلمه سواها !

- ما أجملها من أنثى.. هكذا يقول الجميع-

لا تكف اعين المارة عن ملاحقتها
معجبوها بازدياد ومحبيها لا يعرفون الكل والمل من متابعتها
صوتها عذب يشتاق البلبل لسماعه في الصباح
وملمسها الحريري يجعل من كل شيء تلامسه عطراً يميل مع حركة اناملها

جسدها يتمايل كالغزال حين يعدو ويقفز على التلال
عيناها كحبة عنب بنفسجية تومض كما يشع البدر ليلاً

مضت ومضت كثيراً وبعيداً
..مضت هناك
..حيث لا أحد ولا يراها أحد !

واستقرت خلف الأشجار وحدها
_______

تعطلت مركبته عند تقاطع يبعد عن العاصمة بعشرات الأميال
هناك حيث لا أحد
لا صوت يسمع ولا طائر يطير بجناحيه
استغرق ساعات طوال يريد الإتصال
لكن لا مجال لذلك فالتغطية معدومة !

" قريباً سينعدم الأمل"

بدأ يمشي بخطاً منهكة ثملة.. يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال
والجسم أعياه التعب ..وبدأ يبحث عن "طوق نجاة" يرتمي عليه
" ضياع الليل أشد وأقسى"






صوت نغمة أنوثية تنحب
وأوتار أنثى تتقطع وتتفجع.. وكلما خطى الرجل أكثر
اقترب من لحن الحزن أكثر
ازدادت تعاسته
فبينما "جرعة ماء" يبحث عنها ..وجد نفسه أمام "فتاة" من الجمال لها حسن جزيل
لكنها منكوبة !
تمسك بحبل مشدود وتريد لفه على عنقها !!

" اهدأي وانظري من حولكي.. إنها الحياة تتحرك ولو تراءى لكي السكون فحركتها تنبعث من داخلنا
ونحن الطبيعة إن أردنا ونحن الموت إن يئسنا
مهما كان ما يبكيكي ومهما كان الخطب
اتركي الحبل يكون "النجاة" تعقدين به العزم على الثبات والإصرار على مواجهة النكبات وطرد الإنتحار !

.....ابتسمت
تلألأ القمر أكثر وحل النور في المكان

" سقط مغشياً عليه من التعب"

جرت تلك الجميلة تبحث عن "عون"
وجرت أكثر وبعدت مسافتها عنه واختفت
وكأنها ضلت الطريق تريد النور والأمل

رأت أملاً يقترب
فقالت بتلهف " خذني إليه وامضي حيث لا أدري لعلنا نجده هناك"

وزادت الساعات وانحبس الليل وبزغ الفجــر ولكن بلا أمل !

وهناك عند الجسد
رأوه الناس مرمياً وعلى يمينه الحبل !

وكتبوا على قبره
" إنتحر فقد كانت حياته حتماً بائسة"

11 comments:

Anonymous said...

مؤلم هو ذلك البؤس في نهاية أحداث هذه التدوينه وما يزيدنا ألمااا هو فقدان الأمل....فأنا أثق جدا بالعبارة التي تبين أنا الحياة بلا أمل كالجسد بلا روح.....اذن الأمل هو الروح للجسد.....

تدوينه رائعه بلا شك يا كاتب فرح....

دمت بود:)

حكايا نجمة said...

البؤس ملقى ها هنا !

و لكلٍ ألمٌ حتى الأمل !



جميلة يا كاتب فرح



/


حكايا نجمة ..!

وَضَحْ said...

ما أسهل التبرير دون تفكير ~
هؤلاآء الذين قالوا بأن الرجل ماآت منتحراً يذكرونني
بأصحاآب نيوتن ..
فكلما رأوا سقوط تفاحة قالوا " سقطت "
ما عداهـ فقد قال " لماذا سقطت ؟ "
إذ يشتركـ الصنفاآن في تعطيل التفكير وطلب التفسير
~
راآق لي " ألم الأمل " جداً ،
كل الشكر لكـ خيوؤ ..
~
همسة > بلاتينيوم باآت يشتاآق لأحبار قلم كاتب فرح ~

الوســــــــــــــــم said...

جميل جدا تداخل الاحداث
و الجميل اكثر ماهو بين السطور

اسلوبك رائع جدا

عيناها كحبة عنب بنفسجية تومض كما يشع البدر ليلاً
اعجبني هذا التشبيه جدااااااا

لك خالص الود

STeVe said...

أمنيات :
حبيت أصور ان مو كل الأحداث في نهايتها "زفاف" و"فرح" !!
نسعى لذلك لكن حكمة الرب أكبر فتبقى "خير" أبصر من عيوننا الناعسة

نعم مثل ما قلتي الأمل لولاه ما عشنا فنحن في أمل لنحظى برحمة تحيينا كل يوم من جديد بعد موتنا
شكراً يا أماني من القلب ومشتاق لمواضيعكم المؤثرة
__________

نجمة:

لم أره بؤساً بقدر ما رأيته واقعاً يختلف الكثير في تفسيره مثل ما قالت اختي "غمازة" فاحيانا يعطل البعض منا تفكيره من اجمل تسيير حياته فهي لم ولن تكون حياته كي "يرهق نفسه" بالـ تمحيص والوعي

شكراً نجمة ومدونتكم تلألأت بصور "الحج"

__________

غمازة:
دائماً أنا بالإنتظار لـ ردودكم : )
أقف احتراماً لرايكم دايماً وأتعبتوا من بعدكم يا أختي
فصرت أحرص أن أتمعن في الحرف لكي ينال استحسانكم الراقي

الصنف الذي تحدثتي عنه هو الصنف الواقعي الملموس في شتى البقاع
وهو السائد للأسف
فالمعطلة هم يريدون النجاة من "التعب"
والمحفزين قلة "لا يكاد يسمع صوتهم"

وهمستكم "صعبة"

أشكركم بعدد ما كتبت
__________

الوسم :
ضيفي الجديد : )

أشكركم على تذوقكم الفني للنص وهو إن كان متواضعاً فالحمدلله أن نال رضاكم

غروركم في مدونتـكم "أعجبني" تحليله

شكراً الوسم

~حَدِيـثُ الفَـجْـر~ said...

بدأت جديا أفكر بالتوقف عن متابعه المدونات التي لا أتابعها سوى ردا للجميل =\

لذلك و ان فعلت ذلك ستكون مدونتك من المدونات الباقيات الصامدات القليلات جدا جدا .. بل ستكون في قمه القمه .. ان لم تتصدررأس القائمه :)

أقول قولي هذا .. دون اي مجامله .. صدقيني .. فأنا اكره وامقت المجاملات :) فهذا الكلام صدقا صدقا من اعماق اعماقي :)

------------

سخريه الاقدار ..
اصنع خيرا تلقى .. ذنبا لصق لك دون تهمه

كأني قرأت عن الضياع .. فوجدت الضياع ..

وقفت وقفات طوال على بعض الكلمات .. اثارت ضجيجا مره .. واخرى شجنا عميقا ..

تحمل عمقا ذو بعد اخر .. سأضعها ظمن البوستات المفظله جدا جدا ..

لا احب المدح .. لكنك تستحقه .. وانت اهلا به عن سواك .. و لا اقوله عبثا .. بل صدقا و حقا .. فلا مدح يكفيك و لا مجاملات ..

اخي كاتب دمت بخير و بداع و امل لا نضب و و قلب يسع العالم اجمع :)

عذرا على الاطاله و ان كان هناك اخطاء .. فنستأذنكم غظ البصر قليلا .. :)

حروفك تُسْكِرُني ^_^

عبث said...

أدرك أني أملك الكثير....
من الجَمَال ..!
و أن حُسني ..
أصبح قصة ً تـُقال ..!
و لكن أولاءك لا يدركون ...
أن روحي أضاعت ...
طنا ً من الآمال ..!
و أن أحلامي غدت ...
صعبة المنال ..!
لا يدركون ..
أني على إستعداد تام ..
أن أقايض هذا الجمال ..
بفرح ٍ يغمر التلال ..!
فقررتُ أن أنهي ..
ما تبقى مني ..
فحياتي مُحال ..!
و لم ينقذني سوى ..
صوت انبعث ..
من خلف الظلال ..!
انبعث ليحييني ..
ثم مات .....
ليسجله التاريخ في قلبي ..
من الأبطال ....!
:
كاتب فرح ..
أعجز فعلا ً عن وصف مدى إعجابي ..
بنصك هذا بالذات ..!
و أحببت أكثر ما خبأتهُ بين السطور ..
فشكراً لتلك الهمسات ..!
:
سؤال أخير ..
ما سر “العنب” معك ..؟! =)
:
عبث »..

STeVe said...

فـجر ومازلت أتغنى بمناداتكم فجـر

أخجلتوني وايد وايد والله !!
وفعلاً كلامكم ترا فوق اللي أستحقه بكثير

وجودكم يشجعني على الكتابة واني اتحرى رضاكم وذوقكم

فجــر

شكراً من القلب إلى القلب

_________

عبث :

مممـ انتي ملهمة الحروف

وشبيهة القلم يا عبث

أشكرج على نصوصج الرااااائعة دوماً

ولي مع ال"عنب" قصة

راح تكتب قريباً عشان تعرفين السر


أشكرج من الأعماق

Seldompen said...

ويدور الكون ولا ندري !

مالذي يحملهُ لنا في نهاية جانبيه ؟

أظن أن في أقصى الشمال يزهو الأمل
وفي أقصى الجنوب يختبئ الألم ..

ولا نعلم مالسبيل لأختطاف الأمل من الشمال , ورمي الألم إلى الجنوب !

نحتاج إلى معجزة أحياناً ..

وتتجسد المعجزات في صور عدَة ..
قد تكون / إنساناً سخَره الإله لنا
ليضيء لنا شمعات الأمل ..
أو فكرة , أو آية , أو موقف , أو حكاية ..

كل تلك الأمور وغيرها سبيل لنتصيد منها بريق الأمل .. ونقدوا مسرعين نحوه ..


=)

جميل ما كتبت ..
والعبره تكمن في قلب الكاتب ..


تحياتي لك ..

STeVe said...

Pen :

تعليقكم أجمل من النص : )
وفاق الوصف
وتعدى مرحلة ما بعد الخيال

لكم كل التقدير على تعلقياتكم المركزة وليست فقط عابثة : )

شكراً أكثر من الحروف

عبث said...

غبتَ طويلا يا كاتب فرح!
أين أنت!

:

مازلتُ هنا
عبث