Tuesday 22 June 2010

شـواقة 5






الحلقـة الأخــيرة





هرعت الممــرضة لتحضن الصغــيرة ..

لكن ما لم يكـن في الحســبان هو أن شـواقة الصغيرة .. زاد هلعهـا أكــثر برؤيـة الغريبة وهي تحضـنها !!

انتفــضت الصغـيرة وراحت تطرق النــظر يميناً وشمالاً .. أين أنا ؟!

لا لا .. أيــن أبي ؟!

أجيبي أيــن أبي ؟؟؟؟

اهدئي يا شـوق اهدئي .. ان أباكي يغط في نـوم عميق .. دعيه يرتاح يا صغــيرة.


ماذا !!

أريد رؤيــته الآن .. الآن الآن ..

____________ لم تعرف كيف تتصرف فهي بعفويتـها أرادت أن تحضنها لتشعرها بالراحــة

لكن الأمر ازداد سوءاً وبدت شـوق الآن في حالــة يرثـى لها .. !


الساعـة الآن .. الثانـية بعد منتـصف اللـيل .. !!

ياااه .. كيف عسـاي أن أتصـرف .. وكيف سأهدئ من روع المسكـينة الصغــيرة. !

صغـيرتي .. اهدئي الآن .. في الغـد بإذن الله سنذهب لزيارتـه .. اهدئي ..

في الغــد !!

أريــده الآن .. أريد أبي ولا أريــد سواه !!

__________لم تعـهد مفارقـته أبداً .. فهو وإن كان في أشد لحظات تعبـه ، كانت هي من يواسيـه بتقبيل جبينـه كل حين.


صغـيرتي اهدئي ..

بدأت شـوق محاولة فك شباك الحصار المطـوق من قبل الممـرضة .. فقد كانت الممرضـة سحر تحاول تثبيت حركتها لكي تهدئها .. أمسكتها من يديها وجلست بجانبـها ..

لكن شـوق الصغــيرة ببراءتها لم تتمالك نفسـها .. فقامت بالصراخ والنحيــب وقد أصبح صدى صوتـها يتــهادى منذراً بحلول أزمـة قد ترعب سحر !

حبيبــتي انتـظري .. كم أنتي جميـلة بهدوئكي .. انتـظري سأذهب لإحضـــار بعض الحلوى لكِ.


ممــ أبي ..

أبــي سأذهب لرؤيـة أبي .. لابد أنه في الغرفـة المجاورة ..

______ هرعت الصغـيرة تهرول تبحـث عن أباها الحنـون ..

ركضـت باتجـاه الباب الأول .. إنه بعيـد لا أستطيع الأمساك بقبضـته ..

ااااه .. أبـــــــــي ...

لابد أنه في الخارج ينتـظر .. سأذهب له ..

توجـهت ناحيـة الباب الخارجـي .. وكم فرحت لرؤيـة مقبض الباب وهي تمسـكه بقبضـتها بإحكام .. وهاهو ينساب ليفتح نحو الخارج ..

أبي ..

أين أنت .. أين المستشفــى الذي أنت فيه !!

جرت الصغـيرة نحو الشـارع ..

والظلام يلف المكان .. وبياضها لا يكاد يرى وسط كل الــسواد المحيط..

_____________ آآآآآآآآآآآآآآه شوووووووووووووق !!!!!!!!!!

شوق .. اجيبي .. أجـــــــــيبي .. أرجوكِ أجيــبي ..

__________ لا أدري كيف حصل ذلك .. لا أدري .. لم أرها أقسم بذلك .. لم أرها وسط هذا الظلام المعتم ! لم يكن ذنبي !!


شــــــوق !! أجيبــي ... لا تفارقي الحيـاة أرجوكي.


____________ إنا لله وإنا إليه راجعـون .. لم يكـن بوسعي تفاديـها.



______________ صحى من نومـه .. وانتـظر حتى تدرك عينـاه كل ما حوله .. لكن ..

هناك شيء مازال ينقصـ نظري ..

أين الصغـيرة يا ترى !

إنـه اليوم الذي تحلم به شوق .. يوم خروجي من المشـفى ولله الحمـد ..

دكـتور .. أرجوك دعهم يحضـرون صغيرتي .. فكم اشتقت لها.





2 comments:

« عبث » said...

:
مع حلقتك الأخيره ،،
تصمتُ كل الكلمات أسى ...
فلم يعد هناك للحديث معنى ...
و لم تعد هنالك فائدةٌ ترجى ...
فقد رحل من رحل .. و انتهى ...
و لكن هذه الأغنيه ...
"شواقه يا شواقه .. لبوها هي مشتاقه" ...!
مازالت أسمع لها صدى ...!
:
مؤلمه إلى حد الجنون ...
تعزياتي ...

:

همسه »»
إختيارك للموسيقى المصاحبه لكل صفحه ...
جعل لهمساتك بُعدا ً آخر .. بُعدا ً رائع ..!

:
عبث »..

STeVe said...

عبث :
حياك الرحمـن
وتشرفنا في هالمكان

_____ أحياناً الجو الثلاثي الأبعاد يخلق من القصة حركة شاعرية
ننساب معها أينما ذهبت

فحاولت وأتمنى اكون نجحت

وشكراً اخوي