Tuesday 15 June 2010

شواقـة 2


الحلقة الثانية




كان صوته بمثابة زخات مطر في جوٍ ألهب فؤادها الصغير

وتلعثمت الصغيرة .. وبدأت تتخبـط ..تحاول جاهدةً أن تكتب بلسانها حرفاً .. بل حروفاً تزين بها جدران الغرفة

لكي يقرأها الأب الحنون ويبتسم كعادتـه.


رفعت رأسها لتراه .. وكلما أغمض عينيه .. أغمضت هي عينيها معه ..

وحين حرك رمشيه وجاهد نفسه ليبصر نوراً أمام عينيه .. كان يدندن ..

يدندن بأغنيةٍ لطالما رددها معها ..

- شواقة يا شواقة .. لبوها هي مشتاقه -


راقب عينيها وهي تقترب ..

أحس بتعبها أكثر من تعبه .. وشعر حينها بألمٍ لم يعهده من قبل ..

ألمُ أحل به حين رآها تحمل رجليها وتخطو بخطوات ثقيلة ..

وكل ذلك لكي تقترب من حضنه وتعانق كل طرفٍ في جسده ..

ومن خلال عينـيها .. سمع كلماتٍ في خاطرها ..

كلماتٍ ملؤها الشوق والحنين له وحده ..

في ظل كل هذا العالم الكبير .. وتلك المغريات والصور والشهوات .. لم تكن لتشتاق أو تحن إلا إليه فقط !


مد ذراعيـه بصعوبة ..

ومدت هي ذراعيها بحركة مماثلة ..

وقفزت شوق كالريشة الطائرة على جناحي أبيها الحنون

وهناك وهي في حضنه ..

أحست فقط براحة وأمان .. وأحست الآن أنها ستغرق في أجمل حلم ونوم


No comments: